أمراض شرايين القلب
* وهو الجانب الذي استحوذ على أقوى وأدق الدراسات حيث تناولت جوانب عدة من آليات أمراض شرايين القلب منها ما تم على الإنسان في عدة مناطق من العالم، وبمحصلة مجموع ما صدر منها هذا العام والأعوام الثلاثة الماضية فإن تناول الرمان بكل ما فيه من مواد مضادة للأكسدة وفيتامينات حقق عدة أمور منها تقليل درجة الضيق الناشئ في الشريان نتيجة ترسب الكوليسترول بنسبة 30% وتقليل مقدار ضغط الدم بنسبة 20% وتقليل نسبة الكوليسترول الخفيف الضار وخاصة لدى مرضى السكري.
لكن الدراسة الأقوى حتى اليوم هي ما نشرت في عدد مارس من مجلة الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة لباحثين من إيطاليا والولايات المتحدة حول تأثير الرمان في وظائف خلايا الشرايين في حالات مرض تصلب الشرايين. الباحثون كانوا من جامعة نابليز وجامعة نوفارا بإيطاليا ومن جامعة كاليفورنيا ومن مايوكلينك ومن جامعة بوسطن بالولايات المتحدة، ووجدوا أن الرمان يقلل من قصور أداء الخلايا المبطنة للشرايين لوظائفها وخاصة قدرتها على إفراز مركب نايتروز أوكسايد الموسع للشرايين والمخفف من آثار مرض تصلب الشرايين. كما أنهم وجدوا أن ترسب الكوليسترول يقل في شرايين حيوانات التجارب بإطعامها عصير الرمان.
ويوضح الدكتور كلوديو نابولي الباحث الرئيس ان الفئران التي شربت عصير الرمان قاومت تفاقم إصابتها بتصلب الشرايين بنسبة 30%. اما الخلايا المبطنة للشرايين القلب لدى الإنسان التي عولجت بعصير الرمان فقد زادت قدرتها في إنتاج مركب نايتروز أوكسايد بنسبة 50%، وهذه النتائج هي أعلى مما توقعناه على حد قوله. ولم يحدد الدارسون بالضبط كيفية حصول هذه التأثيرات الإيجابية للرمان وما هي الكمية المفيدة من عصيره وهو ما سيكون محل دراسات في المستقبل، لكن الجانب الأهم في الدراسة الحديثة هذه هو فتح الباب أوسع في مجال فهم فائدة الرمان على القلب والكوليسترول وبخاصة نشوء ضيق الشرايين.
وما نزال نحتاج الكثير من الأبحاث حول الرمان، أولاً لتأكيد الفوائد بشكل أدق عبر دراسات أوسع وعلى المرضى بشكل خاص وهو ما يسهل إجراؤه في المناطق التي يكثر تناول الرمان فيها، وتحديد الكمية الكافية لتحقيق الفائدة، وتوسيع نطاق البحث ليشمل جوانب أخرى من الأمراض. بالرغم من هذا فالنتائج إلى اليوم مفيدة في تشكيل تصور مبدئي عن أمان تناوله بشكل يومي وفائدة ذلك وهو ما يكفي لجعل تناول الرمان عادة أسرية ووضعه ضمن وجبات الطعام الصحي بشكل عام دون تحديد النصح بفوائد بعينها حتى تكتمل نتائج الدراسات.
كوب يومي من عصير الرمان يحد من السرطان
* في أواخر مايو الماضي أعلن الباحثون من جامعة كاليفورنيا أثناء انعقاد المؤتمر السنوي لرابطة أمراض المسالك البولية الأميركية في سان أنطونيو بتكساس أن تناول مرضى سرطان البروستاتا لكوب من عصير الرمان يومياً يعطي مزيداً من السلامة لحياتهم. فمرضى سرطان البروستاتا بعد إجراء الجراحة لهم وأخذهم العلاج الإشعاعي يظل قائماً لديهم احتمال أن يعاود المرض نشاطه وهو ما يجرى من أجله تحليل للدم لمعرفة نسبة مادة تدعى «بي أس أي» المؤشر على درجة نشاط السرطان. حينما يتناول هؤلاء المرضى كوباً من عصير الرمان يبقى مؤشر السرطان متدنياً لديهم بنسبة 50% مقارنة بغيرهم. ويعتقد الدكتور أ. بنتيك الباحث الرئيس في الدراسة أن السبب هو وجود المواد المضادة للأكسدة في الرمان بنسبة عالية والتي تعمل على وقف النشاط السرطاني ومنع تفاقمه.
وفي هذا العام أيضاً نشرت المجلة الدولية للسرطان نتائج دراسة الباحثين من جامعة ويسكونسن في مادسون بالولايات المتحدة حول دور المواد المستخلصة من الرمان في منع حصول سرطان الجلد لدى حيوانات التجارب بتعريضها للمواد المسببة للسرطان. وأكد الدكتور حسن مختار وزملاؤه أن الرمان لديه قدرة على وقف نشاط السرطان في حيوانات التجارب وهو ما سيجري عليه أبحاثاً في المستقبل على الإنسان، إذْ الدراسة تشير إلى أن استخدام الرمان على الجلد مباشرة يقي من ظهور السرطان فيه بنسبة 70%.
عصير الرمان أثناء الحمل يقلل من تلف دماغ المواليد
* جانب طريف تناولته الدراسات وهو علاقة الرمان بدماغ الجنين، فالباحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن درسوا فائدة تناول الحوامل من حيوانات التجارب للرمان على سلامة دماغ مواليدها جراء نقص إمداده بالأوكسجين، ونشر البحث في مجلة الأطفال التابعة للمؤسسة الأميركية الدولية لأبحاث الأطفال في يوليو هذا العام. الذي طرح الفكرة هو أن المنتجات الغذائية عالية المحتوى من مضادات الأكسدة أثبتت جدوى في حماية دماغ الإنسان من نقص إمداده بالأوكسجين في حالات الزهايمر وضيق شرايين الدماغ، والأطفال عند الولادة عرضة للإصابة بنقص الأوكسجين وهو ما يصيب طفلين لكل ألف مولود. ويصعب علاج هذه الحالة لأنها تترك تلفاً دائماً في أجزاء الدماغ ولذا فالوقاية هامة عبر تغذية الجنين بشكل جيد. الذي تبين من البحث أن تناول الأم من حيوانات التجارب عصير الرمان في الثلث الأخير من الحمل والأسبوع الأول ما بعد الولادة أي أثناء الرضاعة يقلل من تلف دماغ المواليد بنسبة 60% في حال نقص الأوكسجين، أي أن تراكم المواد التي في الرمان داخل الجنين تحمي الدماغ لديه. وعلق الدكتور ديفد هولزمان الباحث الرئيس أن الدراسة يجب استكمالها في الإنسان لكن ذلك سيكون صعباً للغاية نظراً للعدد الكبير من الحوامل المطلوب أن تشملهم الدراسة وصعوبة توقع حصول نقص الأوكسجين في المواليد، والبحث الذي يجريه الآن هو عزل مواد الرمان التي تحمي الدماغ ومن ثم اختبار فائدتها في الحالات المرضية في الإنسان وتحديداً مرض الزهايمر.